كان لجريدة حمص مساء يوم السبت الواقع 22 تموز 2023، موعد مع المغترب الفنان عيسى فياض ابن مدينة حمص المقيم في ماكديبورغ (ألمانيا) منذ أكثر من عشر سنوات.
ابن أحياء حمص القديمة (الحميدية) ولد سنة 1955م، درس في مدينة حلب وتخرّج من جامعتها مهندساً مدنياً، توّجه فيما بعد بهندسته إلى الموسيقى وهندسة نغمات العود من عزفٍ وتلحينٍ للأغنيات والقصائد. مؤسساً فرقة حمص لإحياء التراث، عام ( 1979 ) قدم العديد من الحفلات في حمص وسوريا وحتى خارج حدود الوطن، ليسلّط الضوء على أهمية التراث الموسيقي والغنائي في الوطن العربي وإبراز ماهيته في تاريخ الفن العالمي وهذا ما دعاه لتأسيس عمل موسيقي مشترك مع فنانين اسبان داخل حدود الوطن وخارجه فشكلوا فرقة أورنتس السورية الاسبانية ليؤكد على دور الموسيقى العربية في اغناء الموسيقى الأوروبية والعالمية كما نفذوا فيلمًا توثيقًا عن الموسيقى في سوريا عرض باللغتين العربية والأسبانية.
تعرّض في حياته لمنعطفات كثيرة، فتغرّب وتهجّر من مدينته منذ عشر سنوات بسبب الحرب في المدينة، وتنقّل بين عدّة دول أوربية من اسبانيا إلى ألمانيا حيث استقر هناك في مدينة ماكديبورغ، حاول جاهداً أن يعيد تشكيل فرقته ونشر تراث عوده في الدول الأوربية حيث كان من الصعب البدء من جديد وتعريف الأوربيين على آلة شرقية صعبة كالعود. فقام و بشكل فردي بتشكيل فرقة ( O M.M ) السورية التي ضمت إضافة الى آلة العود العازفين – فراس الرفاعي ( اوكورديون) – زرادشت بدر ( بزق ) – اوسيد الدروبي ( ايقاعات) – نورس عبود ( كمان) وقدمت العديد من الحفلات والمشاركات . قام بتأليف أعمال غنائية موسيقية جديدة للمسرح الألماني بعد تعرفه على المخرجة الألمانية Uta- Luise،Zimmermann – Krause وكان أمام تحدي كبير حين طُلب منه تلحين ترنيمة ألمانية من كتابة المخرجة على آلة العود، ترنيمة مرفوعة إلى الملكة إيديتا ملكة ماكديبورغ بين عامي ( 963-946.) تسمى ترنيمة ( Hommage an Editha ). وبعد حوالي ثلاثة أشهر خرجت النغمات بفيضٍ من الألحان لهذه الترنيمة وأصبحت تنشد في احتفال الملكة السنوي. شارك بشكل مستمر بنشاطات المدينة تاركاً بصمته وأثر نغمات عوده في الدول الأوربية، كفرنسا والنمسا واسبانيا خاصة أن آلة العود تعتبر آلة شرقية بحتة ومع ذلك رسخ أثره في المجتمع الأوربي.
يشارك منذ عام 2019 بالعزف مع اوركسترا ( Zupforchester Magdeburg ) بقيادة المايسترو ( Torsten Kahler ) .
من أعماله: قدم العديد من الحفلات مع فرقته في سوريا التي أعاد فيها للمستمعين أغان كبار أعلام الموسيقى كسيد درويش وعبد الوهاب وعمر البطش وأمين الجندي وغيرهم.
كما لحّن فقرات من مسرحية (ناس من ورق) للرحابنة وأوبريت ( ضيعة نبع الشحارير)، ومسرحية غنائية بعنوان (بسمات) وأوبريت (قلوب وموال) وغيرها. بالإضافة لتلحينه قصائد فصيحة ونصوص نثرية ( مغناة ديك الجن الحمصي – مغناة جبران خليل جبران ) .
مدينة حمص تفخر بأبنائها المبدعين والمتألقين داخل مدينتهم الحبيبة حمص وخارج حدود الوطن سوريا، الذي مهما ابتعدوا عنه ومهما طال زمن البعد يبقى الحنين والعشق الأبدي لوطنهم ومدينتهم حمص.
اترك تعليقاً