أدب وفكر

قصيدة خبب

شعر: توفيق أحمد
نائب رئيس اتحاد الكتاب العرب
رئيس تحرير جريدة الأسبوع الأدبي
/ألقاها بتاريخ 16/9/2023 بمناسبة الملتقى الأدبي الخامس في صالة كنيسة القدّيسة ريتّا
في بلدة خبب ـ درعا ـ سورية/

قرأتُ عن (صَلْخَدٍ) عن (صَرْخَدٍ) كُتُبا
وعن إمارة (غسّانٍ) وما وَهبا
إنا إليه جميعاً ننتمي؛ وبنا
تَبارَكَ الجَدُّ تاريخاً ومُنْتَسَباً
قرأتُ أنّ دماً مُدَّت أَواصِرُهُ
من تلْكُمُ الأرضِ حتى هاهنا انتصبا
وأنَّ طائيّةً فاحت قداستُها
راحت لتغرسَ في حورانها لَقَبا
وأسَّسَتْ في خَصيب الأرض مَسْكَنَها
ولن ترى كرباها الشامخاتِ ربى
وكُلُّ حورانَ أهلوها وأسرتُها
عاشوا معاً عزةً سوريةً، وإبا
وعَمّدوها بماء الله صافِيَهُ
حتى غدت شعلةً صار اسمُها (خببا)
* * *
وأنتَ (منصورُ) افْتَحْ أحْرُفي تَرَها
مدائناً من كرومٍ تَسْكُبُ العنبا
يَسيلُ منها احترامي واحتراقُ دمي
لقريةٍ جاوَزَتْ أنوارُها الشهبا
مرسومةٌ في ثنايا الدهر قائلةٌ
للمُتْعَبِينَ تعالَوْا واسكُنوا الهُدُبا
تَلُفُّها كُلُّ تقوى في وسادتِها
وتَصْنَعُ العِزَّ والأخلاقَ والأدبا
وتَسْكُبُ النورَ في جَهْلٍ وفي ظُلمٍ
وإنَّها تَعِبَتْ كي تُتْعِبَ التَّعَبا
وحدي سأَرْفَعُ كأسي شارباً ثملاً
وليس ذنبيَ من لا يَشْهَدُ الحَببا
* * *
لا نارُ نيرونَ نالت من بيادِرِها
ولا الفِرَنْجَةُ سادوا أو جيوشُ سَبا
لها أُبُوَّتُها في النّاس ساطعةٌ
كالشّمسِ تَنْثُرُ من أضوائِها ذهبا
بَنَتْ على حَجَرِ صَلْدٍ كنائسَها
وجاوزَتْ كُلَّ مَنْ لا يُدْركُ السببا
* * *
حناجرُ الأهل غَنّتْها مُناغِيةً
صاغوا لها اللحنَ حتى أَتخموا العُرَبا
فيا يسوعُ المُفدّى يا هدايتَنا
إلى المحبة قُمْ واسْتَنْهضِ العَرَبا
أراكَ مِنْ أعمقِ الوجدان لي أملاً
يَهُزُّ فينا الدِّما والروحَ والعَصبا
نَمُدُّ أيديَنا صوب الزمان نَجِدْ
طريقَنا شائكاً أو دربَنا خَرِبا
نُريدُ نخلةَ عذراءٍ تُظَلِّلُنا
نَهزُّ أغصانَها كي نأكلَ الرُّطَبا
* * *
آلافُ أسئلةٍ فِينا تُخالِجُنا
ولا جوابَ عليها يُسْكِتُ الكَذِبا
نُريدُ يا أيها الفادي سعادَتَنا
ونحن لا نطلُبُ الأقسى ولا العَجَبا
هذي المَضارِبُ نادَتْنا منازِلُها
ونحنُ لسنا بها في فيئِها غُرَبا
يا أهل هذي الدّيارِ العامرات شذىً
لكم بموطِنكُمْ عِزُّ الذي كَسِبا
معلمونَ، أطباءٌ وهندسةٌ
وكلُّ عِلْمِ لهُ دَرْبُ الخلود صَبا
يا مؤمنينَ بدين الحب كم خببٌ
لولا يسوعُ السجايا لم تَكُنْ خببا


سيرة ذاتية
الاسم: توفيق أحمد مواليد 1961 الغاب. حماه سوريا
المؤهل العلمي: إجازة في الحقوق
الخبرات:
ـ عضو عامل في اتحاد الكتاب العرب منذ عام 2005.
ـ عضو عامل في اتحاد الصحفيين السوريين منذ عام 1990، وعضو مكتب تنفيذي مسؤول الشؤون الثقافية في اتحاد الصحفيين منذ عام 2011 حتى عام 2016.
ـ المدير العام للهيئة العامة السورية للكتاب لعامي 2015 ـ 2016 التابعة لوزارة الثقافة السورية
ـ معاون المدير العام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون لمدة تسع سنوات.
ـ مدير التلفزيون السوري لعامي 2004 ـ 2005.
ـ مدير الإذاعات السورية منذ عام 2009 حتى عام 2011.
ـ أديب وشاعر وله تسعة دواوين شعرية بدأ بطباعتها منذ عام 1988 ومن عناوينها (أكسر الوقت وأمشي) و(لو تعرفين) و(نشيد لم يكتمل) و(لا هدنة للماء) و(جبال الريح) و(آخر أول الطقس) و(حرير للفضاء العاري)..
ـ شارك في مهرجانات الشعر والأدب في كل محافظات سورية وبعض أقطار الوطن العربي منها ثلاث مشاركات في مهرجان (المربد) الشعري في العراق في بغداد والبصرة. وفي مهرجان (الجنادرية) في السعودية وفي طرابلس وبيروت بلبنان وفي مهرجان (جرش) في الأردن وفي القاهرة لأكثر من خمس مشاركات منها المشاركة في النشاطات الشعرية والأدبية في منزل أمير الشعراء (أحمد شوقي)، كما ألقى أشعاره في تونس والجزائر واليمن وفي مديرية الثقافة بمدينة ميونيخ بألمانيا في عام 2006.
ـ ترأس لجنة مدراء التلفزيون في اتحاد إذاعات الدول العربية بتونس لدورتين متتاليتين من 2004 ـ 2006 ومن 2006 ـ 2008.
ـ المندوب الرسمي للإذاعة والتلفزيون لمجلس الشعب لمدة /12/ عاماً 1990 ـ 2002.
ـ رئيس الوفد السوري لمهرجان القاهرة للإعلام العربي لمدة ثلاث سنوات متتالية 2008 ـ 2010.
ـ رئيس الوفد السوري لمهرجان تونس للإذاعة والتلفزيون 2011.
ـ تم تأليف عدد من رسائل الماجستير عن أعماله الأدبية والشعرية في بعض الجامعات السورية وفي بعض الجامعات العربية مثل (تونس).
ـ وهو الآن نائب رئيس اتحاد الكتاب العرب في سورية ورئيس تحرير جريدة الأسبوع الأدبي التابعة لاتحاد الكتاب العرب.
في السنوات السابقة تم تأليف أربعة كتب نقدية عن تجربته الشعرية:
1 ـ حارس الحبق ـ قراءة في خطاب العشق للشاعر توفيق أحمد تأليف الأستاذ الدكتور محمد هايل الطالب.
2 ـ توفيق أحمد (البحث عن أفق) للباحث محمد جمعة حمادة.
3 ـ فارس وتخوم يتضمن اختيار حوالي خمسين دراسة عن أشعار توفيق أحمد جمعها ونسَّقها الأديبان مرهف زينو وعمر جمعة.
4 ـ الصورة الشعرية ـ توفيق أحمد أنموذجاً ـ تأليف د. عبد الله الشاهر.

اترك تعليقاً