أدب وفكر

“إلى أمّي ومدرستي”

القصيدة التي ألقيت في حفل تخريج دفعة 2023 من طلاب الثانوية الغسانيّة الأرثوذكسيّة :

لأجلِكِ قد نجحتُ فهنِّئيني
لأجل عيونكِ سهِرت عيوني

لأجلكِ طابَ لي سهرُ الليالي
و كانَ حنينُكِ يُذكي حنيني

دعاؤُكِ لم يَغِب عن أُمنياتي
فما خابت ظنونُكِ أو ظنوني

وأحلامي أقمتُ لها كميناً
فحامَت ثُمَّ حطَّت في كميني

وبالإيمانِ لم أُفسِح مجالاً
لِشَكٍّ .. أو لِوَهنٍ يعتريني

وعمري لم أضِق ذرعاً بِدرسٍ
ولستُ مع الصعابِ بِمُستكينِ

لِألمح فرحةً في ناظريكِ
لأقطفَ بسمةً .. إذ تغمريني

طلبتُ العِلمَ ما قصَّرتُ يوماً
وجِئتُكِ .. والشّهادةُ في يميني

سعيتُ إلى التفَوُّقِ كي تريني
ظفرتُ بتاجِهِ .. يعلو جبيني

لكِ أهديهِ يا أمّي نجاحاً
يُعوِّضُ صبرَكِ طولَ السنينِ

وَ مدرسةٍ .. كبرجٍ للمعالي
لأهلِ العِلمِ .. كالحصنِ الحصينِ

أدينُ لها بألفِ و ألفِ شُكرٍ
ولستُ أفي بِشيءٍ مِن ديوني

كبرتُ بحبِّها جِسماً و عقلاً
لِأعرفَ واجبي في كلِّ حينِ

عرفتُ بها أساتذةً كِباراً
نهَلتُ العِلمَ مِمّا .. علَّموني

أفاضوا بالعطاءِ فكانَ زاداً
و خيرُ الزّادِ ما قد زوَّدوني

و خيرُ الزّادِ عِلمٌ فيهِ نفعٌ
و دفعٌ لِلحياةِ مِنَ السكونِ

و إحساسٌ بفخرٍ و اعتزازٌ
بأمجادٍ .. فكَم مِن ميسلونِ

و كنزٌ لا يُقَدَّرُ مِن تراثٍ
و آفاقٌ مِنَ الأدبِ الرزينِ

فَمِن “جبرانَ” ثُمَّ “المنفلوطي”
إلى “شوقي” و تأخذُني شجوني

لأحلمَ مثلَ ” مجنونٍ بِليلى ”
غَفَت ” تحتَ ظلالِ الزَّيزفونِ ”

” بغسّانِيَّةِ ” الأحلامِ يوماً
تعلَّقَ خافِقي ..وَ نَمَت غصوني

أحنُّ إلى ملاعبِها و أصبو
إلى جرَسٍ .. يُدغدِغُ بالرنينِ

ففي باحاتِها كانَ انطلاقي
لِتختلِطَ الرياضةُ .. بالجنونِ

كتبتُ الذكرياتِ بكلِّ ركنٍ
تحدِّثُكَ المقاعدُ عن فنوني

سأحملُها معي حلُماً جميلاً
أعيشُهُ ..كلَّما رفَّت جفوني

دروبُ المجدِ .. مِنها أو إليها
سل الأشبالَ عن دربِ العرينِ

وبالبركاتِ تزرعُ ثُمَّ تجني
حصاداً .. مِن نفوحِ الياسمينِ

نتائِجُها ” جُهينةُ ” فانتظِرها
لكي تأتيكَ .. بالخَبَر اليَقينِ

عن الكاتب

غسّان دلّول

غسّان شفيق دلّول
إجازۃ في الآداب - قسم الجغرافيا
يكتب الشِّعر العمودي الفصيح والشِّعر المحكي والزّجل
صدر له ديوانان ( الورد والحب والجمال ) و ( وضوحَ الشّمس )
وديوان ثالث قيد الطباعۃ ( نُسيماتٌ من الجنّۃ )

اترك تعليقاً