ثقافة

ضابط ائتمان لقومي حمص ممتعاً وبسيطاً بقالب كوميدي

قدمت فرقة المسرح القومي في حمص عرضاً مسرحياً بعنوان “ضابط ائتمان” تأليف الكاتب الروسي الكسندر فامبيلوف (1937-1972) إعداد وإخراج فهد الرحمون وذلك في تمام الساعة السادسة من مساء أمس الأربعاء على مسرح قصر الثقافة بحضور جمهور من المهتمين والمسرحيين ومتابعي الأنشطة الفنية .

يقدم العرض المسرحي شخصية المعلمة التي تقطن في غرفة فندق، تجري حساباتها المعيشية التي تظهر استهلاكها للمعاش الذي تتقاضاه لقاء عملها حيث يقطع هذه الجلسة طرق على باب غرفتها فيكون القادم جارها الذي يقتحم عليها الغرفة ليتابع مباراة بكرة القدم بعد أن تعطل جهاز التلفزيون في غرفته فتكون نهاية الشوط حامية بأحداثها. و إزاء هذا الموقف تحاول المعلمة إعارته التلفزيون ليتابع أحداث المباراة ومع ذلك لا يعمل في غرفته فيضطر إلى إعادته في الوقت الذي يكون مدير الفندق في جولة في أرجاء الفندق فيشاهد النزيل المجاور لغرفة المعلمة في غرفتها مستغرباً وجوده معها دون أوراق رسمية ( صك الزواج). تتيح له بالبقاء في غرفتها فيشتبك معه ويطرده من الغرفة ولا يلبث بعد ذلك أن يشعر بالندم خاصة إذا كان شخصية مهمة توحي له المعلمة. ويعرف من خلال اتصالاته أنه ضابط ائتمان ويفشل في معرفة معنى ضابط ائتمان حيث يتظاهر بالجنون للخلاص من هذه الأزمة التي اوقع نفسه بها فيتصل بصديقه الدكتور لكتابة تقرير يثبت أنه مجنون. وتظهر الأحداث التالية، تورط زوجة المدير بعلاقة مع شاب يقطن في الفندق، تستنجد به لإخراج زوجها من غرفة المعلمة بعد أن تتهمها بالخيانة مع زوجها، وهكذا تتصاعد الأحداث وتبلغ ذروتها بعد أن يكتشفون أن ضابط الائتمان هو موظف في البنك وهو مسؤول عن حركة العملاء في البنك، ومع ذلك فالمدير الذي احس بالخيانة يحاول أن ينتقم لشرفه المطعون بإعطاء الزوجة حريتها، لكن عشيقها يخذلها بعدم الارتباط بها. ويختم العرض بخروج المدير من خشبة المسرح إلى صالة العرض ليشير إلى أنه أراد أن يختم حياته متفرجاً لا علاقة له بما يجري من أحداث.

العرض الذي قدم على الرغم من أنه كتب للمجتمع الروسي منذ أكثر من خمسين عاماً، حاول المخرج أن يقربه من المجتمع المحلي من خلال تعريب الأسماء من جهة، واستخدام اللهجة المحلية بالدرجة الأولى. مستعيناً بلهجة ريفية كنوع من التنويع في العرض المسرحي الذي كان يعتمد على المواقف التي أراد لها أن تكون كوميدية على الرغم من ارتفاع حدة المنسوب الدرامي الذي غلب على الجزء الأخير من العرض المسرحي.

جميع الممثلين قدموا جهودًا تمثيلية واضحة في تجسيد شخصيات العرض المسرحي، الذي كان ممتعاً وبسيطاً في محاولة لإظهار القصة وكأنها تجري في مجتمعنا، وأعتقد أن الحديث عن نجاح أو فشل الفريق بذلك يحتاج لتحليل أكثر موضوعية لما قدمته فرقة المسرح القومي بحمص لكن الشيء الذي لا ينكر هو الجهد الواضح الذي بذله الفربق المسرحي بقيادة مخرجه فهد الرحمون .

عبد الحكيم مرزوق

اترك تعليقاً