ثقافة

حفل تأبين الباحث المهندس جورج فارس رباحية

ببركة صاحب السيادة المطران غريغوريوس متروبوليت حمص وتوابعها للروم الأرثوذكس، أقامت أسرة جريدة حمص بالتعاون مع عائلة الفقيد، حفل تأبين لأحد كتّابها الأستاذ الراحل المهندس جورج فارس رباحية، وذلك يوم الخميس الواقع في 8 شباط 2024 في القاعة الرئيسية في المدارس الغسانية الأرثوذكسية جانب المسرح.

  

بدأ الحفل بتقديم الرحمة لشهداء حمص وشهدائنا الأبرار، ثم كانت كلمة عن حياة الفقيد قدمتها الآنسة هنادي أبو هنود من أسرة جريدة حمص حيث ذكرت مناقبه وإنجازاته ووصفته بأنه “صاحب الحضور اللطيف والهدوء اللافت، صاحب الشخصية اللبقة الهادئة المواظبة على العلم والحرف والقلم… عقله مكتبة واسعة متنقلة كمكتبته العامرة… تسأله عن أمرٍ ما فيجيبك من كتبه العديدة المسطرة في عقله قبل رفوف مكتبته… ”

ثم عُرض فيلم وثائقي عن مسيرته الحافلة بالإنجازات والمسؤوليات الكثيرة التي عملَ فيها، والتي لا يمكن نسيانها أبداً.

ثم كانت كلمة جريدة حمص قدمتها الآنسة ريتا طحّان سكرتيرة تحرير جريدة حمص، أشارت فيها إلى تاريخ الجريدة سابقاً وكيف حافظت الجريدة على أهدافها، واستقطبت الكثير من الكتّاب والمثقفين أمثال الراحل جورج رباحية الذي لم يبخل يوماً بمقالاته عن حمص وتاريخها تاركاً إرثاً كبيراً تفتخر به الجريدة وتعتزّ.

بعد ذلك كانت كلمة آل الفقيد قدمتها ابنته السيدة دانة رباحية، ذكرت فيها كيف أن الفقيد الراحل ربّاهم على الإخلاص والتفاني في العمل، وأنه كان قدوة صالحة لهم، ومثالاً للأب الصالح الأمين في عائلته، وشكرت فيه تفانيه في العمل طوال فترة عمله التي تجاوزت الثلاثين عاماً… ولم تنسَ محبته لهم وعطفه عليهم، وكيف يجمعهم في بيته فتعلو أصوات ضحكاتهم، ويروي لهم القصص الطريفة فيقولون هكذا قال والدي…
وختمت بتقديم الشكر إلى سيادة المتروبوليت غريغوريوس لإعطاء بركته في إقامة هذا الحفل التأبيني، كما شكرت الآباء الأجلّاء، والأستاذ مرهف شهله على دعمه ومحبته واهتمامه.

تلا ذلك كلمة رابطة أصدقاء المغتربين قدمتها السيدة هلا رباحية عضو مجلس الإدارة وأمين السر، أشارت فيها إلى ما قدمه الراحل للرابطة من منجزات رغم قصر فترة انتسابه إليها، حيث أشارت إلى محاضرته عن الأمير مِجول، ومحاضرته عن حمص أم الحجارة السود مع المهندسة ماجدة حنا في نقابة الفنانين التشكيليين خلال معرض المواهب الشابة، والمسير الذي نظمه في أحياء حمص القديمة، ونوهت إلى أنه من المؤسسين لملتقى حمص (إميسا) ممثلاً رابطة أصدقاء المغتربين.

ثم كانت كلمة للجمعية التاريخية السورية قدمها الأستاذ خالد الفرج عضو مجلس إدارة الجمعية، حيث أشار إلى خسارة الجمعية لإنسان متواضع كان موسوعة علمية تاريخية تراثية زراعية، كما كان محاضراً معطاءً عن تراث وأمثال مدينة حمص في رحاب الجمعية التاريخية.
وقال إن العطاء في الحياة سر من أسرار الخلود، سر عرفناه في الأستاذ جورج وهو نمطٌ لحياته.

وخُتم الحفل مع الأستاذ مرهف شهله مدير تحرير جريدة حمص، حيث عدّد صفات الفقيد وأنه كان من كتّاب جريدة حمص، وأكد أننا سنعمل معاً للبقاء والاستمرار هنا في الوطن رغم كل الظروف الصعبة.

ثم كانت بركة قدس الأب ميخائيل رباحية بكلمة موجزة تُبيّن أن نظرة الكنيسة للموت هي نظرة فرح لكننا نحزن للفقد والرحيل، صحيح أننا خسرنا محاضرات عديدة، لكننا خسرنا أيضاً إنساناً ودوداً هادئاً لطيفاً، ففقيدنا لم يكن غضوباً أبداً، وإننا إذ نجتمع اليوم لتأبينه يجتمع الفرح والحزن معاً، لأن الكنيسة هي كنيسة فرح.

كما أشار إلى العيش المشترك في هذا البلد مع بعضنا من كل الأديان، واستمرارنا للبقاء هنا في هذا البلد.

حضر الحفل قدس الأب ميخائيل رباحية، وقدس الأب أفرام ملحم، وقدس الأب طوني يعقوب من كنيسة السريان الأرثوذكس، وعدد من الجهات والفعاليات الثقافية في المنطقة بينهم: أسرة تحرير جريدة حمص، وأعضاء من رابطة أصدقاء المغتربين، والجمعية التاريخية السورية، والجمعية العلمية التاريخية، وجمعية العاديات.

رحم الله أستاذنا المكرَّم وجعله في الملكوت السماوي

تصوير: كابي ابراهيم

عن الكاتب

هنادي أبو هنود

-إجازة في اللغة العربية.
-دبلوم دراسات عليا/لغوي.
-سكرتيرة تحرير جريدة حمص سابقا.
-مدققة لغوية في جريدة حمص حاليا.
-معلمة لغة عربية في الثانوية الغسانية.
-هواياتي الكتابة في الصحف والدوريات، والاهتمام بالمحاضرات والندوات الثقافية.
-صدر لي كتابان في الخاطرة والمقالة:
الأول بعنوان ومرت الأيام 2008، والثاني بعنوان كلام... كلام عام 2010.

اترك تعليقاً