أخبار حمص

“رياضة روحية في زمن الصوم والقيامة”

ضمن برنامج روحي أسبوعي، تقيم الكنيسة الإنجيلية المشيخية الوطنية في حمص ومكتبة روبرت سكاف، رياضة روحية مساء كل يوم سبت من كل أسبوع لغاية ٢٧ نيسان. ويوم السبت بتاريخ ٣٠/٣ كان هناك حديث روحي بعنوان: “رياضة روحية في زمن الصوم والقيامة” قدّمه نيافة الحبر الجليل مار تيموثاوس متى الخوري مطران حمص وحماة وطرطوس وتوابعها للسريان الأرثوذكس، في رحاب الكنيسة الإنجيلية-حي بستان الديوان.

وعن هذا الموضوع أشار صاحب النيافة إلى أهمية التوبة في حياتنا من خلال الكتاب المقدس في سفر إرمياء النبي-العهد القديم حيث يقول “توّبني يارب فأتوب” وعندما نتحدث عن التوبة، يشعر بعضنا بالحزن، وآخرون يشعرون بالاتكالية، والبعض الآخر يقولون: ليس لنا علاقة ونحن أناس صالحون وبعضهم يشعر بالفرح، وهذا الشعور هو الذي ينظف الإنسان لكي يتخلص من الجسد القديم ويلبس المسيح.

وعندما نتأمل في هذه العبارة نلاحظ عمق شهوة التوبة، فآباء الكنيسة يتحدثون عن نوعين من الشهوات: شهوات شريرة، وشهوات مقدسة. فالشهوات المقدسة هي أن أكون مع المسيح، وأن أتناول جسده ودمه الكريمين وأن أستمع إلى كلام الرب يسوع المسيح بالإضافة إلى شهوة التوبة والاشتياق اليها.
والمزمور الخمسون يعبّر بشكل كبير عن التوبة من خلال كلماته المعبرة عن سماح الله كي يعمل فينا.

وقد تطرق صاحب النيافة بالحديث عن شهوات التوبة الثلاث:
الأولى: شهوة الغفران من الخطيئة، والتي دفعها الرب يسوع المسيح على الصليب.

الثانية: شهوة الشفاء، فمن لديه مرض أو وجع لا يستطيع التفكير بأي شي آخر فلا يستطيع أن يعيش المحبة والسلام في داخله، الشفاء هنا لا يعني الشفاء من المرض فقط، بل هو شفاء من كل شيء يبعدنا عن المسيح، فالشفاء يكون بأعضاء جسدنا كافةً.

الثالثة: شهوة القيامة، فالانسان الخاطئ يشعر أنه ميت وهذا طبيعي، لأن الخطيئة دخلت العالم وعاقبتها الموت وعلينا أن نعيش القيامة فكلنا بالخطيئة أموات، ونحن لدينا شهوة القيامة التي يجب أن تقودنا إلى القيامة من بين الأموات.

ومن خلال هذه الشهوات الثلاثة نفهم ما هي التوبة
فالتوبة التي تعلّمنا إياها الكنيسة تشير إلى تغيير الاتجاه في حياتنا وضمن شروط تلخَّص في ست نقاط.

أولاً التوبة لمرة واحد وسريعة وعدم تأجيلها، والتوبة الثانية بأن لايكون هناك مجال للعودة إلى الخطيئة وحاسمة، أما الثالثة فهي توبة مستمرة وليست آنية، والرابعة هي التوبة المثمرة وأن نشعر بثمارها، فالتوبة هي الحرية والسلام، هي الخاتم هي العجل المسمّن والعباءة وهي مكافأة من الله تعطى للشخص التائب، والخامسة هي التوبة المنسحقة والتي تكون بالتواضع والانسحاق والخجل، أما السادسة فهي فهي التوبة الشاملة والتي تشمل القول والفعل والفكر وليست لجزء من الجسم.

وعن معنى عبارة “توّبني يارب فأتوب” ذكر صاحب السيادة بأن الله يعمل فينا ونحن يجب أن نعمل أيضاً والله يريدنا أن نتوب ولكنه لا يرغمنا عليها، وهو لا يتخلى عنا أيضاً عندما نلتجئ اليه، كل هذه الأعمال هي أعمال مشتركة، والله يكره الخطيئة ولا يكره الخاطئ.

وفي الختام تحدث صاحب السيادة عن قصة شمشون الذي كان أحد قضاة إسرائيل قد وقع في خطيئة وخسر قوته، وعندما شعر أنه خسر النعمة عاد وطلب من الرب أن يمنحه فرصة جديدة ويقويه.

عن الكاتب

وجيه فرج

وجيه الياس فرج خريج كلية الآداب قسم: لغة إنكليزية.
موجه في المدارس الغسانية الأرثوذكسية الخاصة.
من هواياتي الرياضة والمطالعة.
محرر ومراسل في جريدة حمص.

اترك تعليقاً