طالعتنا الصحافة المحلية مؤخراً بنبأ مفاده أن ثمانية ملايين وظيفة معرّضة للخطر في بريطانيا، وخَلُص النبأ أن الخطر يكمن في استخدام الذكاء الاصطناعي، حيث كثير من الشركات استبدلتْ بموظفي خدمات العملاء الإنسان الآلي!!
وبالأمس القريب أعلنت الصين أيضاً عن استخدام الإنسان الآلي كمقدم برامج في التلفزيون الصيني عوضاً عن العنصر البشري، مما سيفتح المجال لاندثار مهنة الإعلامي بشكل تدريجي!! كذلك تنتشر اليوم في سنغافورة ظاهرة السيارات ذاتية القيادة كمؤشر لاندثار مهنة السائق مستقبلاً!!
وإن عدنا للتاريخ نجد الكثير من المهن قد اندثرت مع مرور الزمن فأين بائع الحليب (اللبن)؟ وأين ساعي البريد؟ وأين وأين؟؟
وبحسب دراسة بحثية حديثة في جامعة بنسلفانيا الأمريكية حول انتشار الذكاء الاصطناعي والاستغناء عن الوظائف المكتبية كالمحاسبين ومدخلي البيانات والصرّافين وغيرهم.. تبيّن أنه تم إحلال التقنيات الرقمية عوضاً عن تكلفة توظيف الرأس المال البشري، مما أدى لتخفيض النفقات بشكل واضح على إدارة الشركات.
هذه المؤشرات تدعونا للبحث عن تهديد تقنيات الذكاء الاصطناعي اليوم لملايين البشر بفقدان وظائفهم في المستقبل القريب، إلى جانب العوامل التي أثرت بشكل غير مباشر في تلاشي بعض المهن كدمج الوظائف والتطورات التكنولوجية والمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية مع التقدم العصري في عالمنا اليوم..
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل سيقضي الذكاء الاصطناعي على المهن الطبية تدريجياً؟
لقد نجحت مؤخراً العديد من الاستخدامات للذكاء الاصطناعي في المجال الطبي كتحليل الصور الشعاعية والتشخيص المبكر للأمراض وتنفيذ الجراحات الدقيقة باستخدام الروبوتات الجراحية، وإن آفاق التطوير للذكاء الاصطناعي في المجال الطبي واعدة، ولكن من المهم استخدامها وفقاً للمعايير والأنظمة الطبية المعتمدة مع المحافظة على الجودة والأخلاقيات الطبية.
واليوم وعلى الرغم من التقدم الكبير إلا أن هذه التكنولوجيا لا يمكنها أن تحل مكان الخبرة والمعرفة الطبية الشاملة، والتي تتسلح بها كوادرنا الطبية المتميزة، وبالتالي فإن هذه الروبوتات لا يمكنها أن تحل مكان الأطباء في وقتنا الحالي.. ولكن ماذا عن المستقبل؟؟
سؤال برسم إجابتكم؟؟
د.قيصـــر كبـاش
اترك تعليقاً