يا قلبُ ما بكَ كُلّ يومٍ تشتكي.. | ..ظلمَ السّماءِ وجَوْرَ أبناءِ السَّماءْ |
وَتسيرُ في دَربِ الظُّنون ِ كأنّما.. | ..قد أرهَقتْ دُنياكَ أحْكام ُ القَضاءْ |
تقتات ُ من خُبْزِ الفناءِ وَتسْتقي.. | ..من مَنهَلِ الأحْزانِ من نبعِ الشّقاءْ |
وتروحُ تبحَثُ عن حَقيقَةِ ما ترى.. | ..في الأرضِ والأجواءِ في دنيا الفضاءْ |
فتهيمُ في بحرِ الشُّكوكِ وَتعْتلي.. | ..ظهرَ الخيالِ وتمتطي مَتْنَ البلاءْ |
فإذا الحَقيقةُ يا فؤادي تخْتفي.. | ..في جَوهَرِ الأشْياءِ ما خلفَ الطّلاءْ |
كمْ ترتدي الأشياءُ من أبْهى الحُلى.. | ..في ناظِرِ المُتخيِّلِ المُتَوهِّمِ |
فيرى اسْودادَ اللَّيلِ أبيضَ ناصعاً.. | ..ويَتيهُ دهراً في السَّرابِ الهائم |
وإذا غروبُ الشَّمْسِ عندَهُ مَشْرقٌ.. | ..وإذا النّجاسةُ بالطّهارةِ تحْتمي |
وإذا الخَساسَةُ بالوَداعَةِ زيّنتْ.. | ..وإذا النّقاوةُ في سُمومِ الأرقَمِ |
نشرَ النِّفاقُ على القلوبِ غمامةً.. | ..فترى الخِيانَةَ فِي الكلامِ النَّاعِمِ |
وترى الفضيلةَ بالخشوعِ وبالتُّقى.. | ..أمْستْ رداءَ الفاسِقِ المُتَهَدِّمِ |
والعابِدُ المأفونُ باتَ عَباءةً.. | ..تطْوي ثناياها فجورَ الآثمِ |
يَكْفيكَ يا قلْبي رياءٌ كاذبٌ.. | ..إنّ الحَقيقَةَ كالسّوادِ القاتمِ |
إنْ تلْقَها تشْبعْكَ سُمَّاً قاتِلاً.. | ..ومَرارةً من ثَغْرِها المُتَبَسِّمِ |
وَترى الفضيلةَ في الظّلامِ جُذورُها | يَهْوي الخَيالُ وفي دُجاها يَرتمي |
حكمت نايف خولي
اترك تعليقاً