منوعات

كبار السن وتآكل الوظيفة المعرفية

كبار السن وتآكل الوظيفة المعرفية

في كل منزل هناك شخص كبير في السن، وهذا الشخص له ميل طبيعي موجود عند كل البشر، للاستمتاع بدور الضحية. هذا أمر طبيعي وتختلف درجته من شخص إلى شخص، وعندما ترتفع كثيراً تصير عقدة نفسية، وستعمل على تحويل الشخص بالفعل إلى ضحية. ضحية نفسه والمجتمع.

الأصل في الأمر هو حاجة الإنسان للاهتمام والعاطفة، والتي يستجرها بطريقة غير صحيحة عبر لعب دور الضعيف أو المريض أو المحتاج… الخ، أو “الضحية”. ذلك أن الناس تلقائياً ستواسي وتهتم وتقترب للوقوف معه، فيحقق ما كان يصبو إليه.

ولكن… هناك أمران يجب أن يكونا في الحسبان.

▪أولاً: أن هذا التعاطف غالباً سيكون مرحلياً، يبدأ عالي الوتيرة ثم يتراجع ويخف، خاصة عندما يدرك المحيطون حقيقة “دور الضحية” من خلال التعامل المباشر مع الشخص.

▪ثانياً: أن الشخص “الضحية” يميل إلى الاتكال على المحيطين وطلب المساعدة في كل شيء، خاصة في الأمور التي تحتاج إلى جهد ذهني حتى لو كان بسيطاً.

هنا يتجه أغلب المحيطين إلى تلبية تلك المساعدة، غير مدركين خطورة ذلك الأمر. فالقيام بالوظائف الذهنية عن الشخص المسن، مثله مثل أي شخص بالمناسبة، وحسب القاعدة البيولوجية الدقيقة “العضو الذي لا يستخدم يتراجع ويضمر” ستتراجع وظائفه المعرفية، وسنجده بعد سنوات غير قادر على إرسال رسالة نصية مثلاً. فنحن عندما نتجاوب مع كل طلبات المتقدم بالعمر والتي تأخذ طابع الاتكال علينا، لا نقوم بمساعدته، ولكن نقوم حقيقة بدفعه للمزيد من الكسل المعرفي، وعدم القدرة على إنجاز أي شيء. ثم وبكل أسف يتحول في نظرنا نحن إلى شخص مزعج أو ثقيل الحضور.

معالجة هذه المتلازمة، تتم على محاور الصراحة واللطافة والاهتمام، ومن خلال كل ذلك توضيح الهدف للشخص المتقدم في السن. وأما بالنسبة له هو فالعلاج يكون بتفهم ذلك الخطر، والتمييز بين مصلحته في الحفاظ على وظائف دماغه المعرفية، واستجداء الاهتمام، والمفاضلة بين الأمرين، ثم اتخاذ القرار والسلوك المناسبين.

يزيد جرجوس

عن الكاتب

جريدة حمص

جريدة حمص أول صحيفة صدرت في مدينة حمص – سوريا عام /1909/ عن مطرانية الروم الأرثوذكس لتكون لسان حال المدينة.

اترك تعليقاً