صحة

كورونا…موت أم حياة!

كورونا .. موت أم حياة!

منذ بداية هذا العام والإنسان يتعرّض لأصعب التجارب والمحن، ونخصّ بالذكر الصحيّة منها متمثِّلة بفايروس “كورونا” المستجدّ الذي ينتشر ويجتاحُ معظم بلدان العالم، ويُصيب عشرات الآلاف من السكان ويودي بحياة الآلاف منهم.

تعدّ الكورونا فصيلة كبيرة من الفيروسات تُعرَف بأنها تسبب إمراضيات تتنوّع بين الزكام وأمراض أكثر وخامة، مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، ومتلازمة الالتهاب الرئوي الحادّ الوخيم (سارس). وتم تحديد فايروس كورونا جديد في عام 2019، في مدينة ووهان، الصين. ويُمثِّل هذا الفيروس سلالة جديدة لم يسبق تحديدها لدى البشر. (كوفيد-19).

أما عن أعراض المرض فعلى الرغم من أن “كوفيد-19” يسبب مجموعة واسعة من الأعراض، ويظهر العديد منها في أمراض الجهاز التنفسي الأخرى مثل الإنفلونزا ونزلات البرد، والتي تشمل الحمى والسعال والصداع والتهاب الحلق وآلام العضلات أو الجسم وصعوبة التنفس والغثيان والقيء، وفي الحالات الشديدة، يمكن أن يتطور المرض إلى مرض خطير يشبه الالتهاب الرئوي، إلا أنه في العديد من الحالات، قد لا تظهر على الأشخاص المصابين به أي أعراض على الإطلاق.
إذ أن هدف فايروس كورونا بالأساس هو خلايا الرئتين التي يتخذها كمصنع لتكاثره، فالفيروس لا يتكاثر خارج خلايا الجسم الحية ولكنه يبقى فعال قابل للعدوى
فهو مكون من غشاء بروتيني يحوي ضمنه RNA (مادة وراثية) و ليس خلية حية بحدّ ذاته.

يدخل الفايروس جسم الإنسان عن طريق ملامسة الأغشية المخاطية (العينالانف الفم) ليستقر فيما بعد ويبدأ رحلة تكاثره في الرئتين.
كما يؤكد جميع الأطباء والمختصين على ضرورة غسل الأيدي بالماء والصابون مدة كافية (تتجاوز ال20 ثانية) والالتزام بالإجراءات الوقائية.
ويتم التركيز على العامل النفسي، لأن الخوف قد يكون مميتاً بنسبة مماثلة للفايروس.

وخلال أشهر مضت رأينا دولاً عظمى تستسلم تماماً أمام الفايروس وقد كانت إيطاليا قد شهدت الحالة الأسوأ في تفشي المرض مع أكبر نسبة للوفيات، أيضاً فرنسا كافحت المرض بشراسة وألمانيا ساعدتها بذلك في المناطق الحدودية.
حظر تجول عام شمل العالم بمعظمه، مع تضرر اقتصادات الدول الكبرى، وخلوّ المطارات وتوقّف الرحلات، وتساوي البشر جمعياً في ضعفهم وانعدام حيلتهم أمام هذا الفايروس، أما الآن فنحن نشهد تأقلم مع وجود الكورونا كواقع لا مفرّ منه مع بدء عودة الحياة الطبيعية واستئناف المطارات لعملها، فهذا واقع والحل بالتعامل معه لتجاوزه مع عدم التقليل من خطورته.

ومن النواحي الإيجابية التي حافظت على الأمل بالحياة هي التعاطف الكبير مع جميع المصابين وظهور نوع من الاتحاد البشري الذي لم نشهده سابقاً.

بالمقابل، نجد بعض المهتمين بالبيئة تبدو لهم الأمور جيدة من حيث انخفاض التلوث العالمي حتى 50 % بسبب توقّف المعامل وغيرها من مسببات التلوّث، والأهمّ هو زيادة جيدة في سماكة طبقة الأوزون.

فهل يكون فايروس كورونا هو طريقة كوكب الأرض للتعافي قليلاً من طمع الإنسان وجشعه؟؟!

عن الكاتب

ماهر شليل

متخرج من كلية الطب البشري. طالب ماجستير في الجراحة القلبية. اهتماماتي المطالعة العلمية والأدبية. مهتم باللغة العربية وقواعدها. عملت سابقاً في المجال الإنساني كمتطوع في الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية.

اترك تعليقاً