حمصيون بلا حدود

أيمن إيليا بيطار

ولد في مدينة حمص عام 1963، ظهرت موهبته منذ الطفولة. في العاشرة من العمر رسم أول أيقونة وكانت للسيدة العذراء، في الرابعة عشرة من عمره التزم ولمدة أربع سنوات مع مركز صبحي شعيب للفنون التشكيلية، بالإضافة إلى ممارسة هوايات اخرى كالعزف على آلة الغيتار، والرياضة التي اتخذها كمهنة بعد تخرجه من كلية الرياضة عام 1984.

مع استمراره بممارسة الرسم كهاوٍ حيث أنه كان يميل إلى رسم اللوحات الجدارية ذات الأحجام الكبيرة ضمن إمكانيات بسيطة وخبرة قليلة متَّبعاً المدرسة الكلاسيكية.

بالإضافة إلى أنه كان يرسم أصدقائه في المدرسة (بورتريه) مستخدماً الفحم وأقلام الخشب الملونة.

وفي عام 1987 قرر مطران حمص أليكسي (عبد الكريم) إرساله إلى اليونان بمنحه دراسية لقناعته بموهبة هذا الشاب، ومن أجل أن يتعلم فن رسم الأيقونات البيزنطية -حيث تفتقر سورية والشرق الأوسط إلى رسامين متخصصين في هذا المجال- للحد من اللجوء إلى إحضار رسامين من اليونان ورومانيا حيث كان ذلك يُكلف الكنيسة مبالغ مالية طائلة.

فالتحق بكلية الفنون الجميلة في جامعة أثينا، لكنه سرعان ما اكتشف أن كلية الفنون لا تكفي لإتقان هذا الفن.

لذلك التحق بجامعة خاصة للفن البيزنطي لمدة أربع سنوات وهنا طلبه أستاذه في الجامعة -والذي كان من الرسامين الأوائل في العالم برسم الأيقونات- للعمل معه كمساعد في الكنائس التي كان يعمل بها. واستمرّ هذا التعاون مدة سبع سنوات.

في عام 1994 كُلِّف بأول عمل كمحترف في كنيسة القديسة أولغا في وسط العاصمة اليونانية واستغرق العمل فيها أربع سنوات، وبنفس الوقت كُلِّف من قبل مطران حمص أليكسي (عبد الكريم) برسم كاتدرائية القديسين الأربعين شهيداً في بستان الديوان – حمص، وهنا كانت الانطلاقة الحقيقية. في عام 1996 كُلِّف من قبل المطران جورج (خضر) وبإشراف الأب أغابيوس (نعوس) كاهن الرعية برسم كنيسة مارالياس المطيلب – الرابية – لبنان.

وبعد انتهاء المنحة الدراسية (رسم الأيقونات البيزنطية)، قرر مسؤول المنح في وزارة الخارجية اليونانية منحه خمس سنوات أخرى لدراسة الترميم، وذلك تقديراً للفنان ولأعماله التي أُعجِب بها كثيراً، وبذلك كان الفنان الحمصيّ أيمن بيطار هو الأول في العالم الذي يحصل على منحتين رسميتين من نفس البلد.

تابع مسيرته الفنية في اليونان حيث رسم العديد من الأيقونات الخشبية والكنائس، وتعرّف على أشهر الرسامين اليونانيين وعمل معهم وأخذ منهم الكثير. إلى أن قرر العودة إلى حمص عام 2000 حيث كانت حمص في العام نفسه تستقبل ملاكها وراعيها الميتروبوليت جاورجيوس (أبو زخم) بعد رقاد المطران أليكسي. حينها كان قد أنهى رسم كاتدرائية القديسين الأربعين شهيداً بقاء قسم من مدائح العذراء، الذي أكمله على عهد الميتروبوليت جاورجيوس، أيضاً على عهده رسم العديد من الكنائس والأيقونات والأيقونسطاسات، مثل كنيسة القديس جاورجيوس في كفرام، كنيسة القديس جاورجيوس في الجابرية، كنيسة النبي يوحنا المعمدان في قطينة، كنيسة القديس جاورجيوس في الحميدية، وكان العمل الأهم هو أيقونسطاس كنيسة سيدة السلام للروم الكاثوليك في حمص بتكليف من سيادة المطران ابراهيم نعمة، والذي لم يبقَ منه شيء بعد الاعتداء الذي حصل على الكنيسة.

في عام 2002 بدأ برسم كنيسة القديس جاورجيوس في كولن – ألمانيا، وفي عام 2003 كنيسة القديس جاورجيوس في بورتلاند أوريغن – الولايات المتحدة، وكنيسة مارالياس الحواش التي استغرق رسمها سبع سنوات من 2006 حتى 2013.

أما عام 2007 فبدأ برسم كنيسة العذراء الطاهرة للروم الكاثوليك في الاسكندرية – مصر استغرق رسمها أربع سنوات، وفي عام 2016 بدأ العمل في كنيسة القديس جاورجيوس – حماه بتكليف من سيادة المطران نقولا بعلبكي ولم ينتهِ العمل بها حتى الآن، وفي عام 2017 كُلِّف برسم كنيسة رقاد السيدة بسكنتا – لبنان، ولم ينتهِ العمل بها حتى الآن، وفي عام 2018 طلب منه سيادة المطران يوحنا عبدو عربش وبإشراف سيادة الأرشمندريت بولس نزهة القيام بدراسة شاملة لكنسية السيدة للروم الكاثوليك في حمص التي كانت مدمرة ومحترقة بالكامل، وكان برنامج العمل على الشكل التالي: ترميم ما تبقى من أيقونة والدة الإله في الهيكل ورسم الآباء رؤساء الكنيسة في الأسفل، ورسم الواجهة الأمامية للهيكل “يواكيم وحنة” جدّيّ المسيح، وأيقونة المنديل الشريف وإعادة رسم الأعمدة كما كانت في السابق، وفي الناحية اليسارية أيقونة الثالوث الأقدس، واستغرق العمل حوالي ستة أشهر.

مؤخراً عام2020 رسم أيقونة القديس الشهيد مار اليان الحمصي. الموجودة حالياً في كاتدرائية القديسين الأربعين شهيداً في بستان الديوان، كما رسم هدية لصاحب السيادة وهي أيقونة سيدة العرش الموجودة حالياً في مكتبه، وقال الفنان عنها: “حمّلت هذه الأيقونة كلّ ما أكنّه من مشاعر الأبوّة الصادقة لصاحب السيادة، هذا الإنسان الذي أحبّ الأيقونات الأصولية والمرسومة على حسب الأصول البيزنطية، رافضاً مختلف الصور الورقية أو الغربية لغيرته الفائقة على الكنيسة الأرثوذكسية، فكان بذلك مثالاً نحتذي به، وهو الأخ والصديق والأب، أطال الله عمره”.

مرهف شهله
ميشلين وهبي

عن الكاتب

جريدة حمص

جريدة حمص أول صحيفة صدرت في مدينة حمص – سوريا عام /1909/ عن مطرانية الروم الأرثوذكس لتكون لسان حال المدينة.

اترك تعليقاً