منوعات

هل بات العنف القائم على النوع الاجتماعي مثيراً للقلق؟

واحدة من بين ثلاث نساء تتعرّض إلى شكل واحد أو أكثر من أشكال العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي، وتزداد المخاطر خلال النزاعات والكوارث وفي الأزمات الإنسانية.

عرّفت هيئة الأمم المتحدة للسكان العنف القائم على النوع الاجتماعي على النحو التالي:

“أي عمل من أعمال العنف البدني أو النفسي أو الاجتماعي بما في ذلك العنف الجنسي، الذي يتمّ ممارسته أو التهديد بممارسته (مثل العنف، التهديد، القسر، الاستغلال، الخداع، التلاعب بالمفاهيم الثقافية أو استخدام الأسلحة أو استغلال الظروف الاقتصادية).”

أما عن أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي فهي كثيرة منها: العنف الجنسي، الاستغلال الجنسي، التحرش الجنسي، الختان، الزواج المبكر، الإجبار على الزواج أو الحرمان منه،  أيضاً الحرمان من الحقوق.

يستمدّ العنف أصوله من الاختلال الاجتماعي في الأدوار بين الرجل والمرأة، وتدعمه المفاهيم الاجتماعية الأبوية والسلطوية في أي مجتمع، وتزداد حدّته في أوقات النزاع والصراعات المسلّحة والكوارث الطبيعية.

ويبقى التحدّي الأكبر هو غياب القوانين التي تحمي الضحية، وغياب الإبلاغ عن الحالات والجرائم التي تتّخذ من عناوين عريضة كالشرف، والدين، والعرف… وغيرها ستاراً لتغطيتها.

يعدّ العنف مشكلة كبيرة في مجتمعنا، والقائم على النوع الاجتماعي منه مشكلة مثيرة للقلق، وهو لا يقتصر على النساء فقط بل قد يكون الأطفال والرجال ضحايا له أيضاً، لكن تبقى النساء خنّ متصدّرات للقائمة عند الحديث عن العنف.

أمّا عن الضرر الناجم عنه فهنا تكبر وتتّسع القائمة لما قد يسببه من أمراض جسيمة كالكسور والحروق والكدمات والإعاقات الجسدية والإنجابية، وقد تصل إلى الوفاة في بعض الأحيان؛ وفي حال نجت الضحية من الناحية الجسدية فلن تسلم من التأثيرات النفسية للعنف وهي الأخطر، مثل: القلق، الهلع، الاكتئاب والرهاب، وقلّة الرضا عن الذات والاضطرابات وإمكانية حدوث سلوكيات خطرة كتعاطي الخمور والمخدرات والتدخين وممارسة الجنس غير الآمن والحمل غير المرغوب به وقد تودي إلى الانتحار.

مع هذا يمكننا الحدّ من العنف القائم على النوع الاجتماعي، فهناك عدّة قطاعات أخذت هذا الأمر على عاتقها وقدمت الكثير من الخدمات والدعم للناجين بما في ذلك القطاعات الإنسانية والاجتماعية والمنظمات والجمعيات التي اهتمّت بالمرأة وسلّطت الضوء على تلك القضايا والحالات، وتصرّفت باستجابة سريعة في بعض الحالات وأقدمت على نشر الوعي في المجتمع وتقديم الرعاية والدعم والتمكين اللازم محاولةً الحد والتخفيف من هذه المعاناة.

لا تقتصر هذه المهمة على جهات محددة فقط ولاتكفي لمنع حدوثها، فكلّ منا معنيّ كفاعل ومؤثر في المجتمع، علينا أن نؤمن بأهمية أدوارنا في نشر التوعية والإبلاغ والمساعدة ودعم الضحايا الذين هم بحاجة ماسّة لنا.

المراجع:
1. منظمة الصحة العالمية
(World Health Organization)
2. المكتب الإقليمي للشرق الأوسط.
3. ويكي جندر (Wiki Gender).
4. UN news.
5. مقالات أكاديمية حول العنف القائم على النوع الاجتماعي.

مرح مرعي

اترك تعليقاً