منوعات

دخول السيد إلى الهيكل

عيد دخول السيّد إلى الهيكل كما جاء في إنجيل لوقا (الإصحاح الثاني)، ولكن هو في الوقت نفسه هو عيد اللقاء ، وهذا عنوان أيقونة العيد في اللغة اليونانيّة.

فعيد اللقاء هو :

دخول السيّد إلى الهيكل:

  • لقاء العهد القديم بالعهد الجديد.- لقاء الإنسان القديم بالإنسان الجديد.
  • لقاء الشريعة والناموس بالنعمة.
  • لقاء الرمز بالحق.
  • لقاء النبوءات بواضعها ومحقّقها.

1- عيداً سيّدياً :

تسمية هذا العيد إذاً بعيد ” اللقاء ” ، ليس وليد الصدفة ولا كلامًا شعريًا ، بل ترجمة حقيقيّة لروحيّة الكنيسة وما يعيشه المؤمنون. فمثلاً ، لمّا كانت تُقام احتفالات هذا العيد في القسطنطينيّة عام 602 م في كنيسة السيدة في بلاشيرن La Vierge des Blachernes لم يأخذ العيد طابعًا مريميًا ، كما ظنّ بعضهم ، بل كان عيدًا سيّديًّا بامتياز ( ” سيديًّا “، نسبة إلى السيّد )، يرتبط بكلّ التدبير الخلاصي الذي أعدّه الله للإنسان وحققّه بتجسّده وصلبه وقيامته.

2- تاريخ العيد الأساسي 14 شباط :

ورد في الدراسات ذات الصلة أنّ أصول العيد تعود إلى كنيسة أورشليم نفسها. فنقرأ مثلاً ذكرًا له ، وللمرّة الأولى ، في القرن الرابع ميلادي في مذكّرات الرّحالة إيجريا ، حيث كان العيد يُحتفل به بعد أربعين يومًا من عيد الظهور الإلهيّ الذي كان هو نفسه عيد الميلاد. أي كان عيد الميلاد يقع في ٦ كانون الثاني ، وبالتالي يصبح عيد الدخول في ١٤شباط.

هذه طريقة متّبعة في ليتورجيا الكنيسة الأرثوذكسيّة أيضا، فعيد رفع الصليب مثلاً يأتي بعد أربعين يومًا من عيد التجلّي، لما في الرقم أربعين من معاني العبور القياميّ. وكان قدّاس العيد يتمّ في كنيسة القيامة وتتناول العظة جوهر العيد ومفهومه الخلاصي.

3- تعديل تاريخ العيد لـ 2 شباط :

في شهر تشرين الأول من عام 534 م ، اجتاح القسطنطينية وباء خطيراودى بحياة الكثيرين ، وزال بيوم 2 شباط ، فأمر الإمبراطور يوستينيان تعديل تاريخ هذا العيد إلى 2 شباط .
وبحسب سفر اللاويين (الإصحاح الثاني عشر)، يُقدّم الصبي إلى الهيكل بعد أربعين يومًا من ولادته. وفعلاً هناك ٤٠ يومًا بين ٦ كانون الثاني و١٤ شباط، وإذا كان العيد قد ثبت في 25 كانون الأول ، فهناك أيضًا ٤٠ يومًا حتى ٢ شباط

من هنا يمكننا التأكد أنّه في نهاية القرن الخامس ، وبداية القرن السادس ، كانت غالبيّة الكنائس في الشرق تحتفل بهذا العيد المبارك
إذًا الهدف من هذا الاسم التركيز على المعنى الجوهري للعيد ، النبوءات تتحقق واحدة تلو الأخرى :
“السماء أصبحت كلّها على الأرض ، الخالق يُحمل من المخلوق ليكون هو نفسه ذبيحةً عن كلّ واحد منّا”.
أمّا سمعان الشيخ ، فيمثّل الأجيال التي انتظرت الخلاص. وحنّة النبيّة تمثّل النسك والالتزام والصبر والنقاوة .

ففي لحظة ابتهاج الشيخ بحمل الصبي، نراه يطلب انتقاله فرحًا ، إذ لا موت بمجيء المسيح ، بل هذه هي القيامة . إلى ذلك ، فهو يشير لمريم عن الصليب والمجد معًا . فعوض التطهير الجسديّ ، والتركيز عليه، لتطبيق الشريعة ، وحتى التقدمة ، يُصبح تطّهير الذات وتقدمة النفس ، المبتغى والمطلوب للقاء السيّد والمخلّص الآتي ، على أن نقبل دم السيّد الذي سال من جنبه على الصليب لتطّهيرنا جميعًا.

4 ـ مباركة الشموع :

أمّا مسألة الشموع ومباركتها ، فتعود إلى عهد الإمبراطور مرقيانوس (٤٥٠-٤٥٧م) حيث كان يرافق العيد تطوافًا بالشموع
كذلك نجد عند القدّيس كيرلّس الإسكندري (٤٤٤م) كلامًا يتوّجه فيه إلى المؤمنين بالاحتفال بالعيد بابتهاج كبير، وهم يحملون الشموع المضاءة. بالإضافة إلى كلمات عظة أورشليميّة تعود إلى القرن الخامس ميلادي تعلن :
«لنكن فرحين ومبتهجين ومنيرين ولتكن شموعنا لامعةً كقلوبنا. فيا أولاد النور لنقدّم المشاعل والمصابيح إلى النور الحقيقي الذي هو المسيح ».
وأيضًا نعرف من خلال سفاريوس بطريرك أنطاكيّة في القرن السادس ميلاديّ (٥١٢-٥١٨م) ، أن هذا العيد كان يُحتفل به في كنائس أورشليم والقسطنطينيّة منذ سنوات عدّة

5- طروبارية عيد دخول السيّد إلى الهيكل باللحن الأول :

” إفرحي يا والدة الإله العذراء الممتلئة نعمةً ، لأنّه منك أشرقَ شمسُ العدل المسيح إلهنا ، منيرًا الذين في الظلام. سُرَّ وابتهج أنت أيها الشيخ الصدِّيق ، حاملاً على ذراعيكَ المعتق نفوسنا ، والمانح لنا القيامة ” . 

الأيقونة: روسية / القرن الثامن-التاسع عشر

( منقول بتصرف عن موقع : بطريركية أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس )
http://www.antiochpatriarchate.org/

عن الكاتب

جورج فارس رباحية

جورج فارس رباحية من مدينة حمص، أب لأربعة أولاد.
مهندس زراعي متقاعد.
خبير محلّف لدى المحاكم.
لي كتاب أمثال حمص الشعبية.
هواياتي كتابة مقالات تاريخية، أدبية، زراعية، دينية، توثيق آثار حمص والأوابد السياحية في سوريا.

اترك تعليقاً