حمصيون بلا حدود

الباحثة ريم شطيح .. البحث عن أعماق الإنسان أوصلها إلى العالمية

أندريه ديب

مثّلت البروفيسور ريم شطيح المرأة السورية في المحافل العربية والدولية، وهي كاتبة سورية وأستاذة في علم النفس في جامعة اوهايو ستيت الامريكية، نشرت الكثير من المقالات السياسية والاجتماعية والنفسية في الصحف العالمية والعربية وفي عدد من المواقع الإلكترونية، وحصلت على العديد من الجوائز تقديراً لحضورها المميز في الحقل الثقافي والفكري والاجتماعي، وكان لجريدة حمص لقاءً خاصاً معها للحديث عن مسيرتها ونتاجها الثقافي والفكري في بلاد الاغتراب ومدى عشقها وتواصلها مع أبناء وطنها في بلدها الأم سورية.

بداية عرّفت ريم شطيح عن نفسها بأنها كاتبة سورية مقيمة في أميركا وأستاذة جامعية پروفيسور في علم النفس في ثلاث جامعات في أميركا:
‏Ohio State University
‏Otterbein University
‏Columbus State Community College
وأنها تزور سورية سنوياً وتقيم محاضرات في الدور الثقافية لاستمرار التواصل مع المثقفين من أبناء بلدها.

وعن السبب او الدافع لاختيارها دراسة علم النفس قالت:

“علم النفس هو العلم الأقرب لشخصيتي وتفكيري، فهو علم مهم جداً يدخل في أعماق الإنسان وتحليل السلوكيات والدوافع وهذا يلتقي كثيراً مع شخصيتي ككاتبة”.

وفي سؤالنا عن الإنجاز الذي حققته البروفيسور ريم شطيح في زيارتها الأخيرة إلى سورية أجابت:

“كان لي فرصة اللقاء مع الناس من خلال محاضرات أقدّمها في المراكز الثقافية، فدُعيت لتقديم محاضرة عن الاكتئاب والأمراض النفسية في المركز الثقافي العربي في حمص وكانت من أهم المحاضرات لاسيما تفاعل الناس المهم والأثر العميق الذي ترك في نفوسهم، كما تبع هذا لقاءات عديدة مع الناس وشخصيات مهتمة بالفكر وعلم النفس ومحاولة نشر التوعية على نطاق واسع”.

وعن أهم المحاور التي تناولتها في محاضرتها الأخيرة”الإكتئاب” أوضحت بأنها أشارت في محاضرتها إلى الإكتئاب وأنواعه وبوادر ظهوره وكيفية التعامل مع الشخص المكتئب وطرق العلاج ، وأوضحت بأنه مرض يصيب النفس والجسم ويؤثر على طريقة التفكير والتصرف، ومن شأنه أن يؤدي إلى العديد من المشكلات العاطفية والجسدية، حيث أنه يُعد أحد أكثر الأمراض المنتشرة في العالم، وعادةً لا يستطيع الأشخاص المصابون بمرض الاكتئاب الاستمرار بممارسة حياتهم اليومية بشكلها الصحيح، وأوضحت شطيح بأن الشخص المكتئب يعاني من الأرق ومن الأفكار السوداوية وخصوصاً في ساعات الليل المتأخرة ويعاني من اضطراب في الشهية للطعام وإضرابات في النوم وصعوبات في اتخاذ القرار، وأشارت إلى ضرورة مخالطة المكتئب للأشخاص الايجابيين لأن الشخص المكتئب يعاني من الاستسلام للواقع ولا يعد له الرغبة في الدفاع عن نفسه ، كما أشارت إلى طرق العلاج الممكنة وذلك بدراسة الحالة وبالتقرب من الشخص المكتئب وجعله يشعر بكيانه ووجوده وبأنه شخص ذو قيمة وفعال في المجتمع ، وأضافت بأن التشخيص والعلاج السليمين يمكن أن يقللوا من أعراض الاكتئاب فالعلاج السليم يمكن أن يحسن شعور المصابين بمرض الاكتئاب في غضون أسابيع معدودة ويمكـّنهم من العودة إلى ممارسة حياتهم الطبيعية

وقالت انه من المهم أن يكون للمريض دور فعّال في علاج الاكتئاب فبالتعاون والعمل المشترك يستطيع الطبيب أو المعالِج أن يقرر مع المريض نوع علاج الإكتئاب الأفضل والأكثر ملاءمة لحالة المريض.

وعن أهم الأبحاث التي قامت بها البروفيسور ريم قالت:

“أعمل على بحث مهم جداً للدكتوراه يناقش تأثيرات ثقافة الشرق الأوسط على حياة النساء من حيث التمثيل والهوية، وهو بحث علمي جديد يتطرّق بدقة لتفاصيل كثيرة تعيشها نساء الشرق الأوسط تؤثّر على هويتهن وتمثيلهن في المجتمع”.

وفي العودة إلى مفهوم الاغتراب وسؤال جريدة حمص عن نظرة المجتمع الغربي إليها وإلى كل سوري مبدع وصل إلى مراحل متقدمة من الدراسة قالت:

“الغرب يحترم الكفاءات العلمية والإبداعية ويفتح الفرص أمامها، وأنا كسورية عملت بجهد على مقدراتي الفكرية والإبداعية ووظّفتُها في حقل علمي هو اختصاصي في علم النفس واستطعتُ أن أحاضِر في أهم الجامعات الأميركية، وبهذا فالغرب ينظر بإيجابية لكوني سورية وصلت لهذه المواقع العلمية المتقدمة.”

وفي ختام حوارنا توجهت شطيح برسالتها ونصائحها للأفراد أو المجتمعات بشكل عام قائلة:

“العمل على المقدرات واكتساب المعارف والتطوير الدائم، المعرفة تحتاج جهداً ولا تأتي بالصدفة، بل هي حصيلة جهد شخصي وطموح وإصرار، ونحن اليوم بأمس الحاجة للمعرفة التي هي بوصلة التطور والتقدم”.

عن الكاتب

جريدة حمص

جريدة حمص أول صحيفة صدرت في مدينة حمص – سوريا عام /1909/ عن مطرانية الروم الأرثوذكس لتكون لسان حال المدينة.

اترك تعليقاً