أخبار الأبرشية

طلاب الغسانية في ملتقى “مدانا قراءة” الأول

برعاية واهتمام المدارس الغسانية الأرثوذكسية، ومشروع مدى الثقافي، بدأت صباح يوم الإثنين 15 نيسان 2024 في صالة المدارس الغسانية الطابق الثاني، ندوة حوارية حول الكتب المقروءة من مكتبة روبرت سكاف في الفترة الممتدة بين 15 وحتى 22 نيسان، والتي اشترك فيها طلاب المدارس الغسانية.

حضر الندوة مدير المدارس الغسانية المحامي الأستاذ مرهف شهله، ومدير ملتقى مدى الثقافي الأستاذ رامز حسين، وأساتذة مختصون من المدارس الغسانية وملتقى “مدى” الثقافي.

وكانت محاور الندوة تدور حول:
– الدافع لاختيار الكتاب.
– تقديم لمحة موجزة عن الكتاب أو الكاتب.
– الحديث عن تشجيع الأهل أو المدرسة على القراءة.
– العبرة التي اكتسبها الطالب من الكتاب.

وقد جرت مناقشة ممتعة ومفيدة بين الطلاب والأساتذة المحاورين، حيث عبّر كل طالب عن تجربته الخاصة في قراءة الكتاب الذي اختاره.

ثم تحاور الجميع في أسئلة أخرى، حيث ركزوا على أنّ قراءة الكتاب الورقي أفضل من الإنترنت، وضرورة قراءة الكتب العربية لا المترجمة فقط، حيث نوّه الأساتذة إلى وجود أدباء وكتّاب عرب وسوريين.

ثم أشاروا إلى ضرورة القراءة لا للمتعة فقط بل للفائدة في التعبير والنقد البنّاء، واكتساب تجارب في الحياة.

ثم انتقلوا إلى مواهب طلاب الغسانية الذين يكتبون القصة، أو يعزفون أو يغنون أو يشاركون في التقديم والإعلام.

وكانت الفقرات المقدَّمة من قبل طلابنا ممتعة ومتميزة.
الجلسة الثانية لملتقى “مدانا قراءة” الأول، كانت ظهر يوم الثلاثاء المصادف 16 نيسان 2024 في صالة المدارس الغسانية، حيث بدأت الأستاذة المشرفة من مشروع مدى نهلة كدر الجلسة بالترحيب بالأستاذ مرهف شهله مدير المدارس الغسانية، والطلاب المشاركين، ومدير مشروع “مدى” الأستاذ رامز الحسين، والأساتذة الأعضاء المشرفين.

ثم تحدثتْ بإيجاز عما جرى في الجلسة الأولى، ووضحت الخطوات المطلوبة في الثانية، ثم تفضل الأستاذ هيثم نقّول بالحديث عن الدور العظيم لإدارة المدارس وكوادرها في تنفيذ أرقى النشاطات، وطلبَ من الطلاب التعريف بأسمائهم وأسماء الكتب التي جذبتهم لقراءتها، شاكراً تعاونهم معه والتزامهم بتوجيهاته ونصائحه.

وبعد العزف الرائع للطالبة الموهوبة (ماريا النبكي) تُرك المجال لكل طالب قارئ أن يتحدث عن محتوى الكتاب الذي قرأه والفائدة التي استفادها منه، وقد حرص البعض على ذكر ما أثّر فيه من جمل الكاتب وعباراته.

وفي نهاية الجلسة شكرت الأستاذة نهلة أهالي الطلاب على حسن رعايتهم لمواهب أبنائهم وتنميتها بالقراءة، كما شكرت إدارة المدارس الغسانية باسم مشروع “مدى” على روعة الاستقبال وكرم الضيافة.

الجلسة الختامية كانت مساء يوم الاثنين 22 نيسان 2024.

حيث كانت البداية مع كلمة ترحيب من الطالبة ليمار قدموس: “باسم مدرستي الحبيبةِ ، المدارسِ الغسانيّةِ الأرثوذكسيّةِ الخاصّةِ ، نرحّبُ بكم في بيتِكمْ، و ندعوكم للوقوفِ دقيقةَ صمتٍ إجلالاً لأرواحِ شهدائِنا الأبرارِ، ثمّ نستمعُ سوياً إلى النشيدِ العربيّ السوريّ”.

بعد ذلك قدمت الطالبة آلاء الأحمد موشّح “لمّا بدا يتثنّى” ورافقتها في العزف الفرقةُ الموسيقيةُ الخاصّةً بالمدرسة. ثم تفضل الأستاذ هيثم نقّول المُشرِفِ على ملتقى القراءة الأوّل في المدارسِ الغسانيّةِ الخاصّةِ، وقدّم كلمةً تحدث فيها عن هذا الصرحِِ العلميِّ الشامخِ منذُ مئاتِ السنينِ والذي تخرّجَ فيه العديدُ من الكتّاب والقرّاءِ و العلماءِ الذينَ خلّدُوا ذكراهم في العقولِ و القلوب، وكان الفضلُ الأوّلُ و الأخيرُ في ذلك لإدارتها الحكيمةِ و كادرِها المتميز الذي يعدُّ مثالاً يُحتذَى به في العملِ التدريسيِّ، فتركوا بصماتٍ لا يمحوها الزمانُ. ثم تقدّم بالشكرِ إلى طلابنا الأعزاء الذين بجّدهم ونشاطهم يتابعون السير على خُطا أسلافهم ومَن سبقهم في العلم والمعرفة، فهم الأمل في تحقيق المعجزات وبناءِ الوطنِ ليبقى شامخاً و عزيزاً مدى الأيّام، شاكراً الحضور الكريم.

بعد ذلك تفضل الأستاذ رامز حسين مدير فريق مدى الثقافي وقدّم لمحة موجزة عن “مدى” والنشاطات التي يقدمونها، وقال: “عندما قررنا أن نقدم نشاطاً عندكم اعتقدنا أننا سنعطي الطلاب لكننا أخذنا منهم… لقد أعطونا الأمل بالأجيال القادمة وقدموا دراسات جميلة للكتب التي قرؤوها”. وأبدى إعجابه بمدرسة الغسانية والطلاب الموهوبين فيها. وتقدم بالشكر للجميع..
بعد ذلك تحدث كل طالب عن خبرته مع القراءة والفوائد التي حصل عليها، ثم جرت مناقشات قيّمة مع الحضور.

في نهاية الحفل تفضل الأستاذ مرهف شهله وعبّر عن سعادته بطلابنا الأعزاء، وقدّم لمحة موجزة عن تاريخنا المشرّف، وعن اهتمام مطرانية الروم الأرثوذكس باللغة العربية، إذ كانت اللغة العربية من أوائل المواد التي كانت تعلّمها، ثم تابعت المدارس في تعليمها للغة العربية، وكان ترخيصها يعتمد عليها، ثم استقدمت المطرانية مطبعةً باللغة العربية عام 1909 وأنشأت جريدة حمص.

فهذا التاريخ الذي نعتزّ ونفتخر به يجب أن تكونوا جميعاً جزءاً منه، فسؤوليتكم كبيرة، نحن نقوم بمسؤوليتنا لكن مسؤوليتكم أكبر، فإن سافرتم أو بقيتم في الوطن يجب أن تحملوا الوطن في قلوبكم ووجدانكم وأن يعيش فيكم، واللغة العربية تعبيرٌ عن هويتنا، لذلك يجب عليكم أن تحافظوا عليها.

والمدارس الغسانية كان دأبُها رفعَ مستوى الوعي عند شبيبتنا، وجعل القراءة عادةً عندهم، لذلك أقامت الكثير من النشاطات الثقافية ومعارض الكتب.

ثم وجّه شكره للأهالي الذين يوجّهون أولادهم ويراقبونهم، فلولاهم لما نجحنا، ويجب أن نتساعد لرفع الوعي عند الشباب، فالثقافة هي الدرع والسلاح الذي يحمينا من هذه الفوضى العارمة التي نعيشها.

وشكر كل الموجودين: فريق مدى الثقافة، وكادر ومعلمي اللغة العربية في المدارس الغسانية بمراحلها جميعاً الذين أسسوا هذا الجيل، وكل المعلمين في مختلف المواد التعليمية والفنية والرياضية، ومعلمي الجمهورية العربية السورية لأنهم يواجهون صعوبات كبيرة ومع ذلك يقومون بدورهم على أكمل وجه، وإدارات المدارس الغسانية الجنود المجهولين، وكل الأفراد الحاضرين، ووكالة سانا الإخبارية، وجريدة حمص، ومكتبة كريستوفر سكاف والأستاذ كفاح طانيوس.

وقد صرح الأستاذ رامز حسين لجريدة حمص “سوريا بلدٌ جميلٌ جدا، والحالة التي نعيشها الآن هي فترة مؤقتة، والذين يعملون في “الغسانية” أو في “مدى” أو في أي مجال آخر هو مبشّر يؤكد على هذه الحالة السورية الجميلة الأصيلة التي ستعود يوماً ما وتفرض نفسها مستقبلاً، فلدينا أمل كبير بأطفالنا وشبابنا”

وشرح الأستاذ هيثم المُشرِفِ على ملتقى القراءة الأوّل في المدارسِ الغسانيّةِ الخاصّة عن هذا النشاط قائلا “ملتقى القراءة الأول هو نشاطٌ أقيم مع مشروع مدى الثقافي، والهدف الأساسي منه هو التنبيه إلى أهمية اللغة العربية، وإحياء الرغبة لدى طلابنا بقراءة الكتب أو الروايات العربية أو المترجمة لكتّاب وروائيين معروفين”..

أما طلابنا الأعزاء فأعربوا عن فرحهم بهذه التجربة الجميلة فالطالبة جودي بيطار قالت: “إنها تجربة غنية بالمشاعر الجميلة التي تقاسمتُها مع زملائي، وأضافت لي غنىً ثقافياً وشعرت باهتمام المدرسة في النواحي الاجتماعية والثقافية. وأنصح الجميع بمعاودة التجربة للاستفادة منها”.

والطالبة ميري الخوري قالت: “شجعتني المدرسة ودعمتني لقراءة الكتب، فكانت تجربة راقية جداً وسّعت آفاقي وقوّت شخصيتي، وأنصح رفاقي بخوض غمار هذه التجربة”.

وكريستين عشي “لم أكن أحبّ قراءة الكتب، لكن عندما شجعني أساتذتي ومدرستي، شعرتُ أنني في عالمٍ آخر هو عالم الهدوء والسكينة، وفي المستقبل سأقرأ المزيد من الكتب”.

وكارين سليطين جعلتها هذه التجرية “تهتم بنفسها أكثر لتقرأ وتخوض غمار الأدب، وتشجعُ زملاءها على هذه التجربة”.

أما سيلا لباد فأضافت هذه التجربة تشجيعاً لها للبدء بكتابة عمل أدبي خاص بها، وقدمت لها الكثير من المعلومات.

طلابنا هم أمل المستقبل الواعد، فليكن العلمُ طريقَهم، والثقافةُ شعارَهم، وليحافظوا على لغتهم الجميلة من الضياع والهزيمة أمام اللغات الأخرى.

عن الكاتب

هنادي أبو هنود

-إجازة في اللغة العربية.
-دبلوم دراسات عليا/لغوي.
-سكرتيرة تحرير جريدة حمص سابقا.
-مدققة لغوية في جريدة حمص حاليا.
-معلمة لغة عربية في الثانوية الغسانية.
-هواياتي الكتابة في الصحف والدوريات، والاهتمام بالمحاضرات والندوات الثقافية.
-صدر لي كتابان في الخاطرة والمقالة:
الأول بعنوان ومرت الأيام 2008، والثاني بعنوان كلام... كلام عام 2010.

اترك تعليقاً